أخر الاخبار

المرأة الصحراوية بين الأمس و اليوم...

أنا نصف المجتمع ، أنا المرأة و ليست أية إمرة ...أنا المرأة الصحراوية القديمة ، من الصحراء التي أوردتني الصبر و الحزم و الحكمة و القوة...التي علمتني أسرارها وورثتني لونها القمحي و نظرات ليلها الكحلي.
أعتز بها و تعتز بي إنها انتمائي و هويتي ...أعشق حبات رمالها الذهبية و أنية زرقة سمائها و لياليها المقمرة و شمسها المشرقة و بحرها و بردها و زوابعها الرملية...
كنت قديما سيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى تحديث قساوة الصحراء أنا الأمر الناهي في خيمتي التي أنسجها بيدي و أصنع القربة من الجلود ، أحضر المأكل و المشرب ، أستخلص الدهن من اللبن أصمم الحلي من الحجارة أصنع من نذور النباتات عطورا و بخورا ، أداوي بجميع أنواع الأعشاب أحفظ الزاد و أفتل الحبال و العقال ، أزين بناتي بأجمل الظفائر ، و أخيط ملابسهم .
كنت فقيهة في خيمتي في وقت فراغي لوحي مكتحل بسور القرآن و أحكام ديني ، أحفظ الأشعار و قصص و روايات ، أربي أجيالا من علماء و شعراء و عرائس...أرعى غنمي تلد على يداي و أصادقها.
بين الأمس و اليوم تغيرت ظروفي فأنا المرأة الصحراوية المثقفة أقود السيارة ،أجلس خلف كمبيوتر ألبس أخر صيحات الموضة من الألبسة و العطور و أمتلك أخر ما نزل للأسواق من هواتف نقالة و أصبحت أكثر قدرة على التحليل.
بداخلي مزروعة بذور الاعتزاز بالماضي لأنني بالتغيير لن أسمح بإلغائي و استبدالي بوافدة جديدة لا هي مني و لا أنا منها و لا حتى مجتمعي يرضى بها و يطمئن لها ... لم استقبل الحضارة بعداوة لكنني رفضت التقليد الأعمى و الذوبان في الأخر دون وعي حافظت على زيي لم أرضى تغييره ، أسافر به إلى كل أنحاء العالم ، ألج به كل الميادين ، و كلي فخر و اعتزاز ، فالملحفة هويتي و لا أحس بالراحة إلا معها رغم أنها لم تعد لي وحدي إلا أني سأكافح و لن أرضى بأن يلطخ زيي كل من هب و دب لأنها هويتي أنا منها و هي مني...

















مواضيع مشابهة :

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

أخبار الصحراء

أخبار الرياضة

الصحة والرشاقة

أخبار منوعة

أخبار دولية

تكنولوجيا

أسا

أخبار

جميع الحقوق محفوظة ©2013