الإعلام الرسمي يغيب الصحراويين ويدعم تعويم النقاش في الشؤون الصحراوية

المتابع لحلقة برنامج مباشرة معكم الذي يقدمه الصحفي جامع كلحسن بالقناة الثانية (2M) يوم الأربعاء 30 ماي 2012على الساعة العاشرة ليلا و و التي كانت محاورها حول مستجدات قضية الصحراء عقب قرار المغرب سحب الثقة من المبعوث الشخصي الخاص للامين العام للأمم المتحدة في الصحراء كريستوفر روس، هذه الحلقة التي انتظر الرأي العام المتعطش لتفاصيل قرار سحب الثقة إجابات صحيحة على مجموعة من الأسئلة المطروحة في البرنامج أبرزها النتائج المترتبة عن قرار سحب الثقة؟ والأفق الحالي لملف الصحراء بعد فشل جولات المفاوضات في إحراز أي تقدم؟ وهل بددت التطورات السياسية الأخيرة أمال عودة الدفء إلى العلاقات بين المغرب والجزائر وتحريك ملف الصحراء؟ وأي مستقبل للمنطقة في ظل الانفلات الأمني بمنطقة الساحل وتهديدات الإرهاب وتنامي تهريب السلاح والبشر والمخدرات؟.

اختار معد البرنامج كل من مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم حكومة عبد الإله ابن كيران، محمد اليازعي الوزير السابق والقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي والجمعوي عبد المجيد بلغزال ومحمد لبريني مدير جريدة الأحداث المغربية والموساوي العجلاوي باحث بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط ضيوفا للحلقة من اجل الإجابة على المواضيع المذكورة، لكن صدم العديد من المتتبعين للبرنامج جراء الأجوبة التي لم تكن مقنعة وكلها يصب في التعويم ولم تلبي حاجة ورغبة الرأي العام المتعطش لمجموعة من الحقائق عن ملف الصحراء، بل تعمد معدو البرنامج تغييب الوجوه الصحراوية المعنية بشكل مباشر بنزاع الصحراء والتي تملك دراية واسعة بحيثيات الصراع وتفاصيله، "الصحراء ألان" استمعت إلى ردود حول البرنامج حيث قال عبد السلام ولد يسلم من الداخلة "لم افهم سبب تغييب الصحراويين عن البرنامج واعتبر هذا التغييب إشارة سلبية عن أهل الصحراء" ومحمد لمين إطار صحراوي بكلميم قال: "البوليساريو ترفض المواجهة مع الصحراويين والإعلام المغربي طبق ذالك وناول موضوع الصحراء من زاوية الشمال"، الغالي بوجناين فاعل سياسي ببوجدور قال في رده على البرنامج "النتائج التي ستترتب عن سحب الثقة من روس اكبر من الحديث عن نوع ضيوف برنامج مباشرة معكم"، أما محمد الأنصاري طلب صحراوي قال "معدو برنامج مباشرة معكم سوف يستدعون وجوه صحراوية لمناقشة موضوع يهم جهة الريف فلا داعي للتساؤل".

يبقى الرأي العام في حاجة دائما إلى معطيات صحيحة تخص مسار النزاع حول الصحراء في ظل الطريقة المتبعة من طرف وسائل الإعلام التي تعتبر حقيقة مطالبة ببذل المزيد من الجهود الفعلية لإيصال حقيقة وحيثيات ملف الصحراء إلى الجميع، وبخصوص البرامج السياسية التي تهدف الى معالجة ملفات حساسة مثل ملف الصحراء فمن الضروري الاستعانة بالأطر الصحراوية المعنية والمؤهلة من أجل الإسهام في إيصال تطورات النزاع المفتعل حول الصحراء ومعالجته إعلاميا بموضوعية تمكن الرأي العام من الحصول على صورة حقيقية تزيل الضبابية والتعويم المتكونة في ذهنه.